UA-51718845-1

قصة التوأمان الغير متشابهان ( تفسير علمي )

 





 

 
 نُشر في مجلة Discover magazin في عددها ( نوفمبر 2006 ) قصة رجلين
 
 
يتشابهان جدا من حيث الملامح ولكن يختلفان
اختلافاً واضحاً في الهيئة العامة والقدرات الجسدية  أحدهما أطول وأكبر و الآخر هزيل
 
البنية وأقصر حتى في ممارساتهم
 
الرياضية مختلفان بسبب اختلاف أجسامهم واختلاف كثافة عضلة القلب .
ولكن المفاجئة أنهما توأمان متطابقان فُصِلوا في لحظة الولادة وكل واحد منهما عاش
 
 
في بيئة مختلفة وحصل على غذاء
مختلف وهواء مختلف . فكيف يحدث هذا الاختلاف الشكلي والجسدي والصحي رغم
 
 
تطابق جيناتهم الوراثية ؟
 
هنا السر الذي اكتشفه العلماء في ذلك الوقت
 

 
لا يمكن المعرفة من خلال الصورة أنهما توأمان . كيف يبدوان مختلفان الى هذا الحد
 
 
رغم اشتراك التوائم عادة في المخطط الوراثي
ولكن هنا الاختلاف كان في ( التعبير الجيني ) على وجه التحديد
بمعنى أن المخطط الوراثي والشفرات الجينية تعبر عن نفسها أو تفسر نفسها في كل
 
 
واحدٍ من التوأمان بطريقة مختلفة
 
وسبب هذا الاختلاف
هو تعرض جينات الرجل الهزيل لسموم غذائية أو كيميائية عن طريق الهواء والماء
 
والجلد أدت الى تعطيل جيناته الوراثية عن
مسارها الصحيح ومخططها الطبيعي فأصبحت شيفراته الجينية بحاجة الى شيفرات
 
لفكها وتفسيرها
 
 
 
فبرنامج الجينات في الحمض النووي عند الرجل تغيرت بشكل كامل رغم أن الإشارات
 
 
الجينية "يمكن أن تنتقل
 
من جيل إلى جيل، وأحيانا لعدة أجيال، من دون تغيير تسلسل جينة واحدة." كيف يمكن
 
أن يكون هذا؟
 
الكروموسومات المسؤولة عن المخطط الوراثي تنقسم الى جزئين DNA و RNA
DNA هي عبارة عن جينات تحمل المعلومات الوراثية المنتقلة من جيل الى آخر
RNA هي عبارة عن مفاتيح ترجمة الجينات الى بروتينات تشكل الجسم وتظهر
 
خصائصه وصفاته
وهذا الجزء الجيني RNA ( البروتين ) هو الذي يتأثر من المؤثرات الدخيلة كالغذاء
 
والهواء وغيرها ويفقد القدرة على قراءة الصفات الوراثية ( DNA )





ففي حالة التوأمين أحدهما ( الرجل على اليمين ) كانت جزيئات RNA سليمة استطاعت
 
التعبير عن الشيفرات الجينية الوراثية أما ( الرجل على اليسار ) فكانت جزيئات RNA 
 
معطلة لم تستطع تفسير الشيفرات الجينية الوراثية بسبب تعرضها للسموم الغذائية
 
والكيميائية
 
ماذا يمكن أن تفعله هذه المواد الكيميائية ؟

يمكن ان تدخل الجسم عن طريق الجلد والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي وتتداخل في
 
تركيب جزيئات هامة

كالهرمونات والناقلات العصبية والخلايا المناعية ويمكن لهذه السموم الكيميائية ان تؤثر
 
حتى على الهياكل الخلوية
 
 
وكان هذا الفرق الذي أدى الى تغيير سلوك الحمض النووي لدى أحد التوأمين
 
فقد ناقشت المقالة في مجلة  Discover  كيف تٌأثر البيئة في قدرة الجسم على قراءة
 
الحمض النووي
 
وفي نهاية المطاف
 
توصلت الى أسباب حدوث السرطانات و أمراض القلب والكثير من الامراض التي هي
 
اليوم في زيادة مستمرة
والمغزى من القصة هو أن السموم الكيميائية لها تأثير بعيد المدى على صحتنا وصحة
 
أجيالنا من بعدنا
 
وعلى الرغم من أن هذا الاكتشاف يعد من الاكتشافات الجديدة ( 2006 ) الا أن أبقراط أبو
 
الطب تحدث عنه منذ
آلاف السنين ( فقد تحدث عن علاقة البيئة على الأمراض )
وكتب راشيل كارسون في الستينات الميلادية ( الربيع الصامت ) يتحدث حول المواد
 
الكيميائية السامة وآثارها السلبية على السكان والصحة
والحياة البرية
وهذا يفسر ظهور أمراض نقص الانتباه عند الاطفال ( مثل التوحد ومتلازمة داون )
 
وتزايدها يوما بعد يوم وأيضا تزايد احتمالية  الاصابة بسرطان
الثدي حيث كانت بمعدل 1 الى 22 من النساء واليوم تطور الى 1 لكل 8 من النساء
 
 
ختاما نقول : صحتك في يديك بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى وليست وراثية في الغالب 
 
دمتم بعافية ... 
Designed by: Haya Ayed